القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة النعجتان من من قصص قصيرة خيالية هادفة

قصة النعجتان من من قصص قصيرة خيالية هادفة


في إحدى المزارع البعيدة التي يملكها أحد الفلاحين، كان يعيش عدد كبير من الخراف، وكان من ضمن هذه الخراف نعجتان صديقتان، وكانت واحدة من هاتين النعجتين سمينة وجسمها مكتنز باللحم، ولها صوف نظيف وكثيف، وصحتها ممتازة، بينما كانت النعجة الثانية هزيلة ودائمة المرض، وصوفها قليل لا يكاد يغطي جسمها.
 كانت كلما خرجت النعجتان للمرعى، بدأت النعجة السمينة بالسخرية من  النعجة الهزيلة وتقول لها:
انظري إلى جسمك الهزيل أيّتها النعجة المسكينة، تملكين جسماً غير صحي، ولهذا فإن أهل المزرعة لا يحبونك، ولكن يحبونني ويفخرون بي دومًا أمام الجميع، ويتمنى جميع الفلاحين أن يمتلكوا نعجة ذات صحة جيدة مثلى وليست دائمة المرض مثلك،  يقولون دائمًا أن ثمني أضعاف ثمنك القليل , وفي كل مرة تلتقي النعجة السمينة بالنعجة الهزيلة، كانت تعيد  نفس الكلمات والعبارات الجارحة، وتخبرها أنها مسكينة وهزيلة وأن لا أحد يرغب بشرائها
كانت النعجة الهزيلة تشعر بالحزن والخجل من كلامها، وتحاول أن تزيد من كمية الأعشاب التي تتناولها لعل جسدها يتحسن ويزداد وزنها، لكن دون فائدة، وظل الحال كما هو عليه حتى جاء في أحد الأيام جزار لشراء نعجة من المزرعة
 طلب الجزار من صاحب المزرعة أن يريه النعاج الموجودة لديه وأخبره أنه يريد نعجة مكتنزة اللحم وسمينة، ولا يريد نعجة هزيلة، فما كان من صاحب المزرعة إلا أن أخرج له النعجتين: السمينة والهزيلة
أخذ الجزار يتفحص كلًا منهما بدقة وعناية، وأخذ يمدح النعجة السمينة ويثني على لحمها المكتنز وصوفها الجميل، ونظر إلى النعجة الهزيلة نظرة شفقة واستحقار على جسدها الهزيل  ولم يفكر أبدًا في شرائها من صاحبها واشترى الجزار النعجة السمينة ودفع مبلغاً كبيراً، ولم يساوم صاحب المزرعة في سعرها أبدًا، وكانتا النعجتان السمينة والهزيلة تتابعان ما يجري من محادثات بين صاحب المزرعة والجزار، فأُصيبت النعجة السمينة بالذعر وعرفت أن أجلها قد حان، وتمنت لو أنها هزيلة كصاحبتها
 عندما شاهدت النعجة الثمينة الجزار وهو يدفع النقود لصاحب المزرعة، ركضت وهي خائفة باتجاه النعجة الهزيلة وقالت لها بخوف: أخبريني كيف يمكن أن أنجو من الذبح الآن، فالتفتت إليها النعجة الهزيلة وقالت لها بكل ثقة: اتركيني وشأني أيتها النعجة السمينة الجميلة لا أُريد أن أكون مثلك أبدًا، فلكل شيء في الدنيا ثمن، وهذا ثمن جمالك وسمنتك التي كنتي تتفاخرين بها أمامي، أما أنا فدوري لم يحن بعد، وأرضى أن أكون هزيلة حتى آخر عمري، على أن يأخذني الجزار فيذبحني وأصبح مجرد لحم وعظم.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع